امراة من ضياء

عند منتهى الشوق
في شرفات المساء
تجلس امرأة ساحرة ْ
تمشّط أهداب ذاكرتي
تغازل ظليًّ المتعب ْ
وتغزل خيطا من ضياء
عند مُنحنى العشق
خلف أبواب الليل
تقف امرأة غامضة
تعدل بوصلة القلب
توضح وجهها في المرايا
وتُشرع لصهيل الريح
في شفتي
لغة للنداء
****
على مهل تعد وليمة الحب
وتنسى الوسائد خالية ْ
تجرب لعبة اللون والضوء
وأثر الظلال
على فستانها الليّلي جدا
تطلق شعرها للبوح يحرسه
وتزهد في يدي الحائرة
تقلب أواني العطر
وما يصلح منها
لتأثيث
وتأنيث ليلتها الباذخة ْ
تزيل كحل النهارات
من مقلتيها
وتلقي للضوء
بحر عينيها
وتشعل في الروح
أجنحة ًمن ضياء
*****
تتخفف من ثقل زينتها
وترقص دون موسيقى
تعلّق أدخنة العود
في ركن الإثارة
تخفف ما أمكن
من وقع الإنارة
يصّاعد عطر بخورها العربي
مقتحما
تُسرج قرصا من اللحن
فيشرد بي شبقي
*****
تدنو على مهل
يتثاقل نبض رقصتها
فيختل نسق الموسيقى
في قلبي
تنفض غبار الرغية
عن وجهي
تتعرى رويدا رويدا
وتنسى الحذاء ْ
*****
أصرخ مضطربا
يا فاتني
أريحي ساقيك وأعصابي
فالآن ما عدت أبالي
بتناسب أثواب الليل
مع طول
في الكعب العالي
****
فتنة ً فتنة
تعتق كأسي
عند خط الاشتهاء ْ
تردّ بعضي إلى بعضي
وتملكني دون أن أشعر
تعيد كفي الأسمر
إلى هوس قديم
بانسياب البياض
في مدارات الرخام
وانتفاض دوائر المرمر
****
تصمت عن كل الكلام
فأرسمها في خيالي
إمرأة من ورد وعنبر
جنية تطلع من رأسي
قدت من نور ٍ ومن همس ِ
أو قمرا خرافيا يطل
فيسخر من صمتي
ومن شمسي
تشعل فيّ كل الضمأ
تتمنّع ، تمنعني
من نفسي
تغريني بفاكهة الصمت
وتمنع عني حتى الماء ْ
*****
تناديني قائلة :
ليس هذا أوان الرسم
مالك لا تورق في جسمي؟
أُعرض عن أدوات الرسم
عن تبغي وبقية كأسي
أتجرد من لغتي الخجلى
وثوب الكبرياء ْ
ثم ....
أغرق
أغرق معها ...
في ليل من ضياء ْ